الإصلاحات الضريبية في نيجيريا تحمل القدرة على إعادة تحديد المستقبل المالي وتحفيز التنمية الشاملة
في خطوة هائلة نحو التحول الاقتصادي، كشفت الحكومة النيجيرية عن إصلاحات ضريبية شاملة تهدف إلى الحد من عدم المساواة، وتبسيط النظام الضريبي، وتعزيز نمو الصناعة المحلية.
وقد دافع المحلل الاقتصادي ومستشار الأعمال، الدكتور دومينيك جوشوا، عن هذه الإصلاحات، مؤكدا أنها تمتلك القدرة على إعادة تحديد المستقبل المالي لنيجيريا وتحفيز التنمية الشاملة.
وتركز الإصلاحات المقترحة على تخفيف الأعباء عن المحرومين مع ضمان مساهمة الأفراد الأكثر ثراء بشكل متناسب. ومن الأحكام البارزة:
إغاثة الشركات الصغيرة: الشركات التي يقل حجم مبيعاتها السنوية عن 50 مليون ين لن تدفع الضرائب بعد الآن، مما يعفي أكثر من 90٪ من الشركات النيجيرية.
الإعفاءات الضريبية للعمال: لن يعود أكثر من 90% من موظفي القطاعين العام والخاص يدفعون ضريبة الدخل، في حين يمكن للأفراد الذين يكسبون أقل من 9 ملايين ين سنويا أن يشهدوا انخفاض الأعباء الضريبية المستحقة عليهم إلى النصف.
حماية المستهلك: أكثر من 82% من السلع التي تستهلكها الأسر ذات الدخل المنخفض ستكون معفاة من ضريبة القيمة المضافة.
إعادة توزيع ضريبة القيمة المضافة: ستستفيد الآن الولايات والحكومات المحلية من عائدات الضرائب، والتي ستحصل على 90% من عائدات ضريبة القيمة المضافة، مما يترك 10% فقط للحكومة الفيدرالية.
وتقترن هذه التغييرات بإلغاء أكثر من 50 “ضريبة مزعجة”، وهي خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط المالي على الشركات وخلق بيئة اقتصادية أكثر تمكينًا. بالإضافة إلى ذلك، لن تعتمد ضريبة القيمة المضافة على المقر الرئيسي للشركة بل على مكان استهلاك البضائع، مما يضمن توزيعًا أكثر عدالة للإيرادات.
ويسعى الاقتراح أيضًا إلى توحيد تحصيل الضرائب تحت وكالة واحدة، والقضاء على أوجه القصور الناجمة عن تداخل السلطات مثل الجمارك والهيئات التنظيمية الأخرى. ويهدف هذا الإصلاح إلى تعزيز الشفافية، والحد من البيروقراطية، وتعزيز الامتثال.
ويقارن الدكتور جوشوا بأفضل الممارسات الدولية، مشيرًا إلى أن دولًا مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تستخدم الضرائب التصاعدية وتخصيص الموارد لتعزيز النمو العادل. وقال: “من خلال التركيز على العدالة والكفاءة، تضع نيجيريا نفسها في وضع يسمح لها بتكرار النجاحات التي شهدتها هذه الاقتصادات”.
وتقوم دول مثل النرويج بإعادة استثمار عائدات النفط في الرعاية الاجتماعية، وتحقيق التوازن بين الضرائب المرتفعة والخدمات العامة القوية. وتهدف الإصلاحات في نيجيريا إلى تحقيق توازن مماثل، وضمان أن تعود ثروة البلاد بالفائدة على جميع المواطنين، وليس فقط قِلة محظوظة.
وفي حين أنه من المقرر أن ترتفع معدلات ضريبة القيمة المضافة بشكل تدريجي ــ من 10% في عام 2025 إلى 15% بحلول عام 2030 ــ فإن جميع السلع التي يستهلكها أصحاب الدخل المنخفض تقريبا ستظل معفاة من ضريبة القيمة المضافة. ويوازن هذا النهج بين توليد الإيرادات وحماية القوة الشرائية للفئات السكانية الضعيفة.
وقال الدكتور جوشوا: “تمثل هذه الإصلاحات نقلة نوعية في الحكم”. “إن تبسيط العمليات الضريبية، وتخفيف الأعباء على الشركات الصغيرة، وإعطاء الأولوية للحكومات المحلية، من شأنه أن يشجع الاستثمار والشمول الاقتصادي. ولا يقتصر الأمر على زيادة الإيرادات فحسب؛ الأمر يتعلق بالعدالة الاقتصادية”.
وإذا تم تنفيذ هذه الإصلاحات بفعالية، فمن الممكن أن تعمل على خلق فرص العمل، وتحفيز النمو الصناعي، وتعزيز مكانة نيجيريا كوجهة للاستثمار الأجنبي. وهي تشير إلى الالتزام بالعدالة والتنمية المستدامة، وتبشر بمستقبل اقتصادي أكثر إشراقا للأمة.
ويختتم الدكتور جوشوا قائلاً: “هذه خطوة جريئة وضرورية. إنه يتحدانا أن نتصور نيجيريا حيث يتم تقاسم الرخاء، ويتاح لكل مواطن فرصة للازدهار.
وتظهر هذه الحزمة الشاملة تصميم الحكومة على بناء اقتصاد أكثر إنصافاً وديناميكية، ومواءمة السياسات المالية مع تطلعات نيجيريا الحديثة المتطلعة إلى المستقبل.