رياضة

الحق الدستوري للنيجيريين في المطالبة بالتغيير


في المجتمع الديمقراطي، يتمتع المواطنون بالحق الأصيل في التعبير عن مظالمهم والمطالبة بالتغيير من حكومتهم. ونيجيريا ليست استثناءً. ففي ظل الصعوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي تواجهها البلاد وانعدام الأمن، يمارس النيجيريون حقهم الدستوري في الاحتجاج من الأول إلى العاشر من أغسطس/آب.

يضمن دستور جمهورية نيجيريا الاتحادية لعام 1999 (كما تم تعديله) الحق في التجمع والاحتجاج السلمي. تنص المادة 40 من الدستور على أن “لكل شخص الحق في التجمع بحرية والارتباط بأشخاص آخرين، وعلى وجه الخصوص، يجوز له تكوين أو الانضمام إلى أي حزب سياسي أو نقابة أو أي جمعية أخرى لحماية مصالحه.“إن هذا الحق الأساسي ضروري في الديمقراطية، إذ يسمح للمواطنين بمحاسبة قادتهم والمطالبة بالتغيير.

تواجه نيجيريا أزمة غذائية غير مسبوقة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير إلى ما هو أبعد من متناول المواطنين العاديين. ووفقًا للمكتب الوطني للإحصاء، بلغ معدل التضخم في البلاد 18.6٪ في يونيو 2023، مع وصول التضخم الغذائي إلى 20.6٪ (1). الوضع مزرٍ، حيث يكافح العديد من النيجيريين لتوفير الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

إن انعدام الأمن يشكل قضية حرجة أخرى تعاني منها نيجيريا. إذ تواجه البلاد العديد من التحديات الأمنية، بما في ذلك تمرد جماعة بوكو حرام، واللصوصية، والاختطاف، والاشتباكات الطائفية. وقد أدت هذه التهديدات الأمنية إلى خسارة الأرواح، وتشريد الناس، وتدمير الممتلكات. ووفقاً للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 3 ملايين شخص في نيجيريا، مع تأثر العديد منهم بالصراعات الجارية (2).

وعلى الرغم من هذه القضايا الصارخة، فإن استجابة الحكومة كانت غير كافية. فقد قوبلت ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن بالوعود الشفهية، ولم تتخذ الحكومة سوى القليل من الإجراءات الملموسة لمعالجة الأسباب الجذرية. لقد سئم النيجيريون من الوعود الفارغة ويطالبون بنتائج ملموسة. والاحتجاج القادم هو دعوة إلى العمل، وحث الحكومة على اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد.

لقد أدرك المجتمع الدولي محنة النيجيريين. وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء حالة الأمن الغذائي في البلاد، حيث يقدم برنامج الغذاء العالمي المساعدة للمجتمعات المتضررة (3). إن اعتراف المجتمع الدولي بمعاناة النيجيريين يؤكد على الحاجة إلى اتخاذ الحكومة إجراءات.

إن الاحتجاجات المقبلة في الفترة من الأول إلى العاشر من أغسطس/آب تشكل استجابة مبررة لتقاعس الحكومة عن معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن. إن النيجيريين يمارسون حقهم الدستوري في المطالبة بالتغيير، ولابد وأن نسمع أصواتهم. ويتعين على الحكومة أن تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد. ويؤكد اعتراف المجتمع الدولي بمحنة النيجيريين على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.



Source link

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button