نزاع قانوني مع قاضي المحكمة العليا يثير موجة من الغضب والسخرية
تم حظر منصة التواصل الاجتماعي X، المملوكة لإيلون ماسك، في البرازيل في 31 أغسطس 2024، بعد سلسلة من النزاعات القانونية والسياسية. يأتي الحظر، الذي أثار موجة من ردود الفعل والميمات على الإنترنت، في أعقاب تصاعد التوترات بين X والمحكمة العليا في البرازيل، وخاصة مع القاضي ألكسندر دي مورايس.
بدأ الجدل يتصاعد بعد أن أمر القاضي ألكسندر دي مورايس شركة X بدفع غرامات مستحقة لانتهاكها اللوائح البرازيلية. أدى فشل المنصة في الامتثال لهذه الأوامر إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بحظرها بالكامل داخل البلاد. ونتيجة لذلك، لن يتمكن جميع المقيمين البرازيليين من الوصول إلى X لمدة 24 ساعة على الأقل، وتم توجيه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وApple لإزالة التطبيق من متاجرها. يواجه أولئك الذين يحاولون استخدام المنصة على الرغم من الحظر غرامات قدرها 5000 ريال برازيلي.
الحظر هو جزء من صراع أوسع نطاقا بدأ في أبريل 2024 عندما طالب القاضي دي مورايس شركة X بحظر العديد من الحسابات المتهمة بنشر معلومات مضللة وخطاب الكراهية. أدى رفض المنصة الامتثال لهذه الأوامر إلى مواجهة قانونية، حيث أطلق دي مورايس تحقيقا في دور ماسك في السماح بنشر معلومات مضللة على X. وقد تأجج هذا التوتر بقرار ماسك باستعادة الحسابات المحظورة سابقًا، بما في ذلك حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد الاستحواذ على المنصة في عام 2022.
كان القاضي دي مورايس شخصية رئيسية في معركة البرازيل المستمرة ضد الأخبار المزيفة، حيث أمضى خمس سنوات في التحقيق في شبكة تُعرف باسم “الميليشيات الرقمية” التي يُزعم أنها نشرت معلومات كاذبة وتهديدات ضد قضاة المحكمة العليا. كما اتُهمت هذه الميليشيات الرقمية بالتحريض على الاضطرابات في أعقاب خسارة الرئيس السابق جايير بولسونارو في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.
كان رد فعل الجمهور البرازيلي على الحظر سريعًا ومتعدد الأوجه. ومن عجيب المفارقات أن منصات التواصل الاجتماعي غمرتها الميمات والمنشورات التي تعبر عن الإحباط وعدم التصديق والفكاهة ردًا على الموقف. وتم تداول شخصيات متحركة وتعليقات فكاهية على نطاق واسع، مما يعكس الحزن والعبثية التي شعر بها الكثيرون بشأن الحظر.
برر القاضي دي مورايس الحظر باتهام ماسك بعدم احترام السيادة البرازيلية ووضع نفسه فوق قوانين أي دولة. ومع ذلك، تصدى ماسك وX لهذه الادعاءات. في بيان صدر في 17 أغسطس، أعلنت X قرارها بوقف العمليات في البرازيل، مستشهدة بالضغوط القانونية المستمرة والتهديدات لموظفيها. وانتقدت المنصة دي مورايس على تصرفاته، ووصفتها بأنها “غير متوافقة مع الحكومة الديمقراطية”، وزعمت أن شعب البرازيل مجبر على الاختيار بين العدالة والديمقراطية.
لا يزال الموقف مثيرا للجدال، حيث تعهدت شركة X بالكشف عما وصفته بـ “المطالب غير القانونية” التي قدمها دي مورايس ووثائق المحكمة الأخرى في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من الحظر، فقد أكدت شركة X التزامها بحماية حرية التعبير، مما مهد الطريق لما قد يكون معركة قانونية وسياسية مطولة.
وبينما تكافح البرازيل للتعامل مع تداعيات هذا الحظر، يستمر الحوار العالمي حول حرية التعبير، والمعلومات المضللة، وقوة منصات التواصل الاجتماعي في التطور. وفي الوقت الحالي، يُترَك البرازيليون للتنقل في عالم رقمي بدون واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي نفوذاً في العالم، وكل ذلك في حين يعبرون عن آرائهم وإحباطاتهم من خلال القنوات المتاحة لهم عبر الإنترنت.