مجموعة تحث على استبدال وزارة الشؤون الإنسانية بوكالة الضمان الاجتماعي الوطنية
وحث الرئيس بولا تينوبو على استبدال وزارة الشؤون الإنسانية وتخفيف حدة الفقر المتعثرة بوكالة وطنية للضمان الاجتماعي تابعة لمكتب الرئيس.
أطلقت جمعية كتاب حقوق الإنسان النيجيرية أو HURIWA هذا النداء الذي قالت إنه تأييد لمقترح السيناتور نيد نوكو لوقف تفاقم الفقر واستعادة كرامة النيجيريين.
شهدت الوزارة، التي ظلت بلا وزير لعدة أشهر بعد إقالة السيدة بيتا إيدو بسبب مزاعم الفساد وإساءة استخدام المنصب وسوء الإدارة، توقف شبكات الأمان الرئيسية حتى في مواجهة الصعوبات.
إن المساعدات المعتادة التي بدأت بها إدارة محمدو بوهاري التي ورثتها إدارة تينوبو واجهت مشاكل بعد صرفها بطريقة لا تتبع القوانين والمبادئ التوجيهية التشغيلية القائمة.
وقد أدى ذلك إلى صراعات داخلية في الوزارة، مما ترك الفقراء النيجيريين، وخاصة النساء، الذين كانوا المستفيدين الرئيسيين، في حالة من النسيان.
كما توقف برنامج التغذية المدرسية الذي ساهم في زيادة الالتحاق بالمدارس خاصة في الجزء الشمالي من البلاد، مما أجبر الآباء الذين كانوا يعتمدون على الغذاء في إرسال أطفالهم إلى المدرسة على التوقف بسبب نقص الأموال.
دعت السناتور نوكو التي تمثل منطقة مجلس الشيوخ في دلتا الشمالية في الجمعية العاشرة في رسالة مفتوحة إلى الرئيس تينوبو إلى إجراء إصلاح شامل يستهدف النيجيريين الذين يعيشون في فقر مدقع.
وأشار إلى أن وزارة الشؤون الإنسانية، رغم نواياها، فشلت في معالجة الأسباب الجذرية للفقر وانعدام الأمن الاجتماعي.
وقال السيناتور إن إنشاء وكالة وطنية للضمان الاجتماعي المقترح أمر أساسي لأنه من شأنه أن يوفر حلاً أكثر استدامة وكرامة للرعاية الاجتماعية ومواءمة نيجيريا مع أفضل الممارسات العالمية في إدارة الضمان الاجتماعي.
وقال حزب هوريوا، رغم موافقته على الاقتراح، إن تأييده يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تصور نهج نيجيريا تجاه الرعاية الاجتماعية في الوقت الذي تواجه فيه الأمة تفاقم الفقر، وانتشار البطالة، والشعور الشامل باليأس بين مواطنيها.
وأكد هوريوا مشاعر السيناتور نوكو، مؤكدا أن الضمان الاجتماعي هو حق أساسي لكل مواطن نيجيري.
وانتقدت الجمعية في بيان أصدره منسقها الوطني إيمانويل أونوبيكو النموذج الحالي للدعم الاجتماعي، ووصفته بأنه “نهج استعلائي ومهين” يعمل على إدامة الاعتماد على الآخرين.
وتقول منظمة هوريوا إن وزارة الشؤون الإنسانية تجسد هذا النظام المعيب، حيث حلت تدابير الإغاثة المؤقتة محل التمكين الطويل الأمد والاكتفاء الذاتي.
وقد حددت المجموعة عدة أسباب تدفع الرئيس تينوبو إلى تنفيذ توصيات السيناتور نوكو. وأكدت الجمعية أن إنشاء وكالة وطنية للضمان الاجتماعي من شأنه أن يمثل تحولاً كبيراً عن الإطار الموجه نحو الأعمال الخيرية الذي يهيمن حالياً على المشهد الاجتماعي في نيجيريا.
وعلى النقيض من وزارة الشؤون الإنسانية، التي يُنظر إليها على أنها حل مؤقت للأزمات الفورية، زعمت المجموعة أن الوكالة المقترحة من شأنها أن تؤسس لنهج قائم على الحقوق في الدعم الاجتماعي، واستعادة كرامة النيجيريين الضعفاء الذين يستحقون أن يتم التعامل معهم كمواطنين يتمتعون بحقوق متأصلة وليسوا معتمدين على إحسان الدولة.
وأكدت أن الوكالة المقترحة، من خلال قاعدة بيانات مركزية للضمان الاجتماعي الوطني، ستكون مجهزة بشكل أفضل لتحديد ومعالجة احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في نيجيريا، بما في ذلك كبار السن، والمعوقين، والأرامل، والأيتام، والعاطلين عن العمل، والنازحين داخلياً.
وأكدت الجمعية أن هذه الفئات، التي تم تهميشها تاريخيا، سوف تستفيد بشكل كبير من نظام مصمم لتوفير الدعم المستدام الطويل الأمد بدلا من المساعدات المؤقتة التي غالبا ما تفشل في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
كما أيدت منظمة حقوق الإنسان في العالم التركيز الذي يبديه الاقتراح على استخدام بيانات دقيقة وحديثة يسهل الحصول عليها من خلال رقم الهوية الوطني (NIN) لضمان وصول مزايا الضمان الاجتماعي إلى أولئك الذين يحتاجون إليها حقًا.
وأكدت الجمعية أن البيانات الموثوقة تشكل أهمية بالغة للقضاء على الاحتيال، وتقليل تكرار الجهود، وضمان الاستخدام الفعال والكفء للموارد.
وقالت منظمة هيوريوا إن دمج الرقم الوطني للتأمينات الاجتماعية في إطار الضمان الاجتماعي من شأنه أن يعزز الشفافية والمساءلة، وهما عنصران رئيسيان يفتقر إليهما النظام الحالي حاليا.
وقالت إن نموذج التمويل المستدام للوكالة الوطنية للضمان الاجتماعي، كما أكد عليه السيناتور نوكو، مع خصم رسوم الخط الأول الإلزامي بنسبة 5% من مخصصات الحكومة الفيدرالية والولائية والمحلية، إلى جانب مساهمات من الأفراد والشركات الخاصة، من شأنه أن يخلق مصدر تمويل قوي وموثوق للوكالة.
وبحسبها فإن هذا النموذج من شأنه أن يضمن تمويل نظام الضمان الاجتماعي بشكل مناسب ويحظى بدعم واسع النطاق من جميع قطاعات المجتمع.
وأشارت المجموعة إلى أن الوكالة الوطنية للضمان الاجتماعي المقترحة لديها القدرة على معالجة بعض الأسباب الجذرية للاضطرابات الاجتماعية في نيجيريا.
وأشارت الجمعية إلى أن العديد من الاحتجاجات والاضطرابات التي تعصف بالبلاد حاليًا مدفوعة بالجوع والفقر واليأس. ومن خلال ضمان الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمأوى والأمن، ستساعد الوكالة في تخفيف هذه الضغوط وخلق مجتمع أكثر استقرارًا وسلامًا.
وأكد هوريوا أنه عندما يشعر المواطنون بالثقة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، فإنهم يكونون أكثر ميلاً إلى المشاركة البناءة في تنمية الأمة بدلاً من اللجوء إلى تدابير يائسة من أجل البقاء.
وحثت الرئيس تينوبو على النظر إلى إنشاء الوكالة الوطنية للضمان الاجتماعي باعتباره مشروعًا إرثيًا يمكن أن يحدد التزام إدارته بالعدالة الاجتماعية والحكم العادل.
وأشارت الجمعية إلى أن مثل هذا الإصلاح من شأنه أن يضع معيارًا جديدًا للحكم في نيجيريا ويضع الرئيس في موقع المدافع عن الفقراء والضعفاء.
وقالت منظمة هوريوا إنه من خلال اتخاذ هذه الخطوة الجريئة، سيتم تذكر الرئيس تينوبو باعتباره زعيمًا فهم حقًا احتياجات شعبه وتعامل معها.
ودعت الجمعية الرئيس تينوبو إلى اغتنام هذه الفرصة لتنفيذ إصلاح تحويلي من شأنه انتشال ملايين النيجيريين من براثن الفقر، واستعادة كرامتهم، وإرساء الأساس لمجتمع أكثر إنصافًا وعدالة.