مؤشر البورصة يتراجع 2.28% وسط تحديات اقتصادية
أغلقت تداولات الأسهم في بورصة نيجيريا المحدودة (NGX) على مسار سلبي في يوليو 2024، مما يعكس انخفاض ثقة المستثمرين تجاه الشركات المدرجة.
وقد ظهر هذا التراجع في الثقة جلياً في التغيرات الكبيرة في سلوك الشراء، ما أدى إلى إغلاق مؤشر جميع الأسهم عند 97,774.22 نقطة مؤشر، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 2.28% خلال الشهر.
وقد أثرت العديد من الإعلانات السياسية الصادرة عن البنك المركزي النيجيري على الانخفاض الحاد في المؤشر. والجدير بالذكر أن البنك المركزي النيجيري أعلن عن خطة جديدة لإعادة تمويل البنوك التجارية، بهدف جمع ما يقدر بنحو 4 تريليون نيرة من رأس المال الجديد على مدى العامين المقبلين.
ويعود هذا الانخفاض إلى حد كبير إلى بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، والتي دفعت المستثمرين نحو الأوراق المالية ذات الدخل الثابت، مما وضع ضغوطا هبوطية على أداء السوق.
وبالتالي، فإن الإحصائيات المتاحة لـ الويستلر وأظهرت البيانات أن مؤشر جميع الأسهم، وهو المؤشر العريض الذي يقيس أداء الأسهم النيجيرية، افتتح شهر التداول عند 100،057.49 نقطة مؤشر في بداية التداول في 1 يوليو 2024، وأغلق عند 97،774.22 نقطة في نهاية الشهر في 31 يوليو 2024، بانخفاض 2،283.27 نقطة أساس أو 2.28 في المائة.
وكشف تحليل آخر أن الأنشطة في بورصة نيجيريا المحدودة (NGX)، والتي افتتحت تداولات الشهر عند 56.6 تريليون نيرة من حيث القيمة السوقية في بداية التداول، أغلقت الشهر عند 55.51 تريليون نيرة، وبالتالي حققت مكاسب حتى الآن في الشهر بلغت نحو 1.088 تريليون نيرة.
ويتوقع المحللون الماليون تراجعا محتملا في سوق الأسهم في النصف الثاني من عام 2024، بعد الذروة التي سجلتها في النصف الأول من العام.
تمت مناقشة التوقعات خلال ندوة الويب الفصلية لشركة آرثر ستيفن لإدارة الأصول المحدودة (ASAM)، بعنوان “توقعات الاقتصاد وسوق رأس المال للنصف الثاني من عام 2024”.
أشار رئيس جمعية أكاديميي سوق رأس المال في نيجيريا (ACMAN)، البروفيسور أوتشي أواليكي، إلى أنه من المتوقع حدوث تصحيح لسوق الأوراق المالية في النصف الأخير من عام 2024.
وعزا توقعاته إلى أن السوق قد يصل إلى ذروته في الربع الأول من عام 2024.
وأشار أوواليكي إلى أنه “بناءً على الاتجاهات التاريخية، من المرجح أن يحدث تصحيح للسوق في النصف الثاني من عام 2024 بعد الذروة التي لوحظت في الربع الأول من عام 2024”.
حدد أواليكي عدة عوامل رئيسية من المتوقع أن تؤثر على أداء سوق رأس المال النيجيرية في النصف الأخير من العام. ويتمثل العامل الأساسي في هذا في موقف السياسة النقدية للبنك المركزي النيجيري.
وأكد أوواليكي أن التدابير الصارمة المشددة، التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، تجعل الأوراق المالية ذات الدخل الثابت أكثر جاذبية في حين تعمل على تقليص توافر الائتمان لقطاعات أخرى من الاقتصاد.
وأوضح أنه “نظرا لأن تأثيرات السياسة النقدية غالبا ما تتأخر، فمن المتوقع أن يظهر التأثير الكامل لارتفاع أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2024”.
وأشار أوواليكي أيضًا إلى أن التضخم من المرجح أن يظل مرتفعًا بسبب رفع دعم الوقود وخفض قيمة النيرة.
في حين أن المكتب الوطني للإحصاء يتوقع تراجع التضخم إلى أقل من 30 في المائة في عام 2024، إلا أن هذا المعدل لا يزال يتجاوز نطاق هدف البنك المركزي النيجيري البالغ 21.4 في المائة.
وأكد أن الضغوط التضخمية المستمرة تساهم في ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الربحية وانخفاض ثقة المستثمرين.
وأضاف أوواليكي أن “ارتفاع التضخم لا يؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تآكل الربحية وثقة المستثمرين”.
المدير الإداري لشركة آرثر ستيفن لإدارة الأصول المحدودة والرئيس السابق للمعهد المعتمد لوسطاء الأوراق المالية (CIS)،
وأشار السيد أولاتوندي أموليجبي إلى أن التعديلات التي طرأت على سعر السياسة النقدية لمواجهة التضخم أثرت بشكل غير مباشر على سوق الأسهم، مما أدى إلى زيادة المشاركة في الأوراق المالية ذات الدخل الثابت.
ونصح المستثمرين بالتفكير في تخصيص المزيد من الموارد للأصول ذات المخاطر الأعلى والتي تحقق أرباحاً إيجابية، مثل أسهم البنوك والشركات التي تحقق أرباحاً من النقد الأجنبي.