يقول مسح CBN أن 76% من النيجيريين يدعون إلى خفض أسعار الفائدة وسط الضغوط الاقتصادية
كشف مسح توقعات التضخم (IES) الذي أجراه البنك المركزي النيجيري (CBN) في أكتوبر 2024 عن رغبة قوية بين النيجيريين في خفض أسعار الفائدة، حيث دعا 76٪ من المشاركين إلى خفض أسعار الفائدة.
وتظهر هذه المشاعر وسط ارتفاع معدلات التضخم بشكل مستمر والضغوط المالية المتزايدة على الأسر والشركات.
وقد استحوذ الاستطلاع، الذي أجري عبر ولايات نيجيريا الـ 36 ومنطقة العاصمة الفيدرالية، على آراء 1750 شركة و1665 أسرة، مما يوفر نظرة ثاقبة لتصورات التضخم والتوقعات الاقتصادية في البلاد.
ارتفاع الطلب على تخفيضات أسعار الفائدة
وفي تحول ملحوظ عن الاستطلاعات السابقة، أظهر تقرير أكتوبر أن 76% من النيجيريين يفضلون الآن خفض أسعار الفائدة، ارتفاعًا من 71.4% في سبتمبر.
- وأيد 16.5% فقط من المشاركين الحفاظ على أسعار الفائدة الحالية، في حين دعت أقلية صغيرة تبلغ 7.5% إلى رفع أسعار الفائدة.
- ويسلط تفضيل أسعار الفائدة المنخفضة الضوء على مخاوف عامة الناس بشأن ارتفاع تكاليف الاقتراض، والتي يعتبرونها عائقاً أمام الإنفاق الاستهلاكي ونمو الأعمال.
- ويعكس الطلب المتزايد على خفض أسعار الفائدة الإحباط المتزايد إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة والرغبة في انتهاج سياسات تعزز الإغاثة الاقتصادية والنمو.
ارتفاع تصورات التضخم عبر مستويات الدخل
ويسلط الاستطلاع الضوء أيضًا على مخاوف التضخم السائدة، حيث يعتبر 76.1% من المشاركين أن التضخم “مرتفع”.
- أبلغت الأسر التي تكسب ما بين 150.001 و200.000 نيرة شهريًا عن أقوى الضغوط التضخمية، مما يشير إلى أن المجموعات ذات الدخل المتوسط، والتي عادة ما تكون أكثر مرونة اقتصاديًا، تشعر الآن بتأثير زيادات الأسعار.
- ويتماشى هذا الاتجاه مع التقارير التي تشير إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، والتي تم الاستشهاد بها باعتبارها المحرك الرئيسي للتضخم الذي يؤثر على نفقات الأسرة والعمليات التجارية.
- كما حدد المسح تكاليف النقل وتقلبات أسعار الصرف والقضايا الأمنية كمساهمين رئيسيين في البيئة التضخمية في نيجيريا.
- وتعمل هذه العوامل على تضخيم تكلفة السلع والخدمات الأساسية، مما يؤثر على الأسر عبر مستويات الدخل المتنوعة ويدفع المشاعر العامة نحو دعوات الإغاثة الاقتصادية.
وجهات نظر التضخم المتباينة بين الأسر والشركات
وكشفت نتائج المسح عن تصورات تضخمية مختلفة بين الأسر والشركات، حيث تشعر الأسر، وخاصة تلك الموجودة في المناطق الحضرية، بتأثير التضخم بشكل أكثر حدة.
- ومن بين فئات الأعمال، سجلت المؤسسات الصغيرة أعلى تصور للتضخم، وهو ما يعكس الصعوبات التي تواجهها الشركات الصغيرة في إدارة التكاليف المتصاعدة.
- وفي الوقت نفسه، بدت الشركات الصغيرة، خاصة في المناطق الريفية، أقل تأثرا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الظروف الاقتصادية المحلية التي تخفف من بعض الآثار التضخمية.
- بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض، وخاصة تلك التي تكسب أقل من 30 ألف نيرة شهريًا، فإن مخاوف التضخم واضحة بشكل خاص.
- ويشير هذا إلى أن تأثير التضخم محسوس بشكل غير متناسب عبر مستويات الدخل، حيث تكافح الأسر الأكثر فقرا للتعامل مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية.
وعلى الرغم من الضغوط التضخمية السائدة، أعرب المشاركون في الاستطلاع عن تفاؤل حذر بشأن احتمال استقرار الأسعار. ويتوقع الكثيرون تراجعاً معتدلاً في التضخم خلال الأشهر الستة المقبلة، مع إظهار الشركات توقعات أقوى للإغاثة مقارنة بالأسر.
وقد يكون هذا التفاؤل مدفوعًا بالتعديلات الاقتصادية الموسمية، خاصة في قطاع الأغذية، والتي قد توفر فترة راحة مؤقتة من معدلات التضخم المرتفعة.
وتبدو الشركات، على وجه الخصوص، متفائلة بالتحسينات، التي من المحتمل أن تكون مرتبطة بتعديلات السياسة المتوقعة أو الظروف الاقتصادية المواتية.
ارتفاع أسعار الفائدة في عهد محافظ البنك المركزي النيجيري يمي كاردوسو
منذ تعيين محافظ البنك المركزي النيجيري يمي كاردوسو، شهدت نيجيريا تصاعدًا سريعًا في سعر الفائدة على السياسة النقدية (MPR)، والذي تم رفعه خمس مرات هذا العام، ليصل إلى 27.25٪ في سبتمبر 2024 من 18.75٪ في البداية.
- وتعكس هذه الزيادات، التي تبلغ 850 نقطة أساس، موقفا قويا بشأن السيطرة على التضخم والاستقرار الاقتصادي.
- ومع ذلك، يشير مسح أكتوبر إلى أن هذه الإجراءات جاءت بتكلفة، مما أدى إلى ارتفاع نفقات الاقتراض للأسر والشركات دون كبح التضخم بشكل كاف.
- في أغسطس 2024، بلغ معدل التضخم الرئيسي في نيجيريا 32.15%، وهو انخفاض طفيف عن 33.40% في يوليو ولكنه أعلى بكثير على أساس سنوي.
- وعلى الرغم من هذا الانخفاض الشهري الطفيف، لا يزال معدل التضخم مصدر قلق مستمر، حيث ارتفع بنسبة 6.35 نقطة مئوية منذ أغسطس 2023، مما يؤكد الضغوط الاقتصادية التي تواجه النيجيريين.