كل ما تريد معرفته عن السيرة الذاتية لرئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر
لقد شق كير ستارمر، السياسي الوسطي المولود في لندن والبالغ من العمر 61 عامًا، طريقه الشهير من قاعة المحكمة إلى أروقة وستمنستر. نشأ ستارمر في أسرة من الطبقة العاملة، وتميزت حياته المبكرة بالالتزام بالتعليم والخدمة العامة.
التحق بمدرسة ريجات جرامر قبل دراسة القانون في جامعة ليدز ثم في كلية سانت إدموند هول في أكسفورد. بدأت مسيرة ستارمر القانونية بجدية كمحامٍ، حيث أثبت نفسه بسرعة كشخصية هائلة في مجال قانون حقوق الإنسان.
وقد أكسبته براعته القانونية وتفانيه منصب مدير النيابة العامة في عام 2008، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2013. وخلال فترة عمله كمدير للنيابة العامة، كان ستارمر معروفًا بعمله في قضايا معقدة وعالية المستوى، فضلاً عن تنفيذ إصلاحات مهمة داخل دائرة الادعاء العام.
الانتقال إلى السياسة والقيادة
جاء انتقال ستارمر إلى السياسة النشطة في عام 2015 عندما انتُخب عضوًا في البرلمان عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس. وسرعان ما ارتقى في صفوف حزب العمال، وشغل مناصب رئيسية في حكومة الظل، بما في ذلك وزير الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي في حكومة الظل.
بفضل نهجه الدقيق وخلفيته القانونية، أصبح ستارمر صوتًا بارزًا في المناقشات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وفي أبريل/نيسان 2020، انتُخب زعيمًا لحزب العمال خلفًا لجيريمي كوربين.
تميزت قيادة ستارمر بالتركيز على الوحدة والبراغماتية. فقد سعى إلى إبعاد الحزب عن الخلافات التي أحاطت بعهد كوربين مع التأكيد على أهمية العدالة الاجتماعية والكفاءة الاقتصادية وإعادة بناء الروابط مع الناخبين المنشقين عن حزب العمال.
التحديات والآفاق المستقبلية
منذ توليه منصب زعيم حزب العمال، واجه ستارمر تحديات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات الداخلية في الحزب والمشهد السياسي الأوسع الذي شكلته جائحة كوفيد-19. وشهدت فترة ولايته نتائج انتخابية متباينة، مع نجاحات وانتكاسات ملحوظة.
ورغم هذه التحديات، قال ستارمر إنه لا يزال ملتزما برؤيته لبريطانيا أكثر عدالة وإنصافا.
وقال “إنه شرف وامتياز في حياتي. سأبذل قصارى جهدي لتوجيهنا خلال هذه الأوقات الصعبة، وخدمة جميع مجتمعاتنا، والسعي من أجل مصلحة بلدنا”.
السياسة الخارجية والنقد لموقف حرب غزة
وقال ستارمر، بصفته زعيم حزب العمال، إنه يسعى إلى إعادة تموضع الحزب على الساحة العالمية، مؤكدا على التحالفات القوية مع الشركاء التقليديين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما يدعو أيضا إلى استجابة قوية للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الدولي.
ومع ذلك، أثار تعامل ستارمر مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني انتقادات كبيرة من داخل حزبه ومن مراقبين خارجيين. وواجه ستارمر ردود فعل عنيفة بسبب افتقاره الملحوظ إلى دعم الحقوق الفلسطينية وإحجامه عن اتخاذ موقف حازم ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية.
شاهد أيضًا: معلمة أمريكية تُضبط وهي “تمارس التقبيل” مع طالبة تبلغ من العمر 11 عامًا قبل شهرين من زفافها
ويزعم المنتقدون أن نهجه أدى إلى نفور العديد من أعضاء حزب العمال الذين ينددون باحتلال إسرائيل وحربها على فلسطين. وقد برز هذا الجدل باستقالة شخصيات رئيسية في حزب العمال وردود الفعل العنيفة من أعضاء القاعدة الشعبية للحزب، الذين شعروا أن موقف ستارمر انحرف عن الدعم التاريخي لحزب العمال لحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
بعد عقود من الدعم القوي، شهد حزب العمال انخفاضًا حادًا في الدعم من المسلمين، وذلك في المقام الأول بسبب موقف زعيم الحزب كير ستارمر المؤيد لإسرائيل.
خلال الانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي، في 58 منطقة تابعة للمجلس المحلي حللتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حيث أكثر من خمس السكان من المسلمين، انخفضت حصة حزب العمال من التصويت بنسبة 21% مقارنة بانتخابات عام 2021.
كما خاض زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين الانتخابات العامة يوم الخميس كمستقل بعد تمثيل دائرة إزلنجتون نورث في لندن لأكثر من 40 عامًا، قائلاً إنه يريد أن يكون “صوتًا مستقلاً من أجل المساواة والديمقراطية والسلام”.
ومنذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحدى نحو 70 برلمانيا من حزب العمال سياسة الحزب ودعوا إلى وقف إطلاق النار، في حين استقال نحو 100 مستشار من الحزب.