عقد من الاحتجاجات النيجيرية وعواقبها الاقتصادية

لعبت الاحتجاجات في نيجيريا منذ عام 2015 وحتى الآن دورًا مهمًا في المشهد الاجتماعي والسياسي للبلاد، حيث سلطت الضوء على ردود أفعال المواطنين تجاه السياسات الحكومية المختلفة والقضايا الوطنية.
وقد شهدت الفترة قيد الاستعراض احتجاجات مختلفة، بما في ذلك الاحتجاجات البارزة حركة #EndSARS ضد وحشية الشرطة والمظاهرات التي تتناول السياسات الاقتصادية وأزمة المعيشة.
ال احتجاجات #EndSARSإن مؤتمر الأمم المتحدة حول إصلاح الشرطة، الذي حظي باهتمام دولي في عام 2020، شكل لحظة حاسمة من خلال تسليط الضوء على قضايا الحكم وحقوق الإنسان والحاجة الملحة لإصلاح الشرطة.
وردت السلطات على هذه الاحتجاجات بيد من حديد، مما أسفر عن خسائر مأساوية في الأرواح وأثار تساؤلات حول الحق في التجمع السلمي في نيجيريا.
وفي السنوات الأخيرة، أشعلت التحديات الاقتصادية الاحتجاجات، حيث عبر المواطنون عن إحباطهم إزاء ارتفاع التضخم والبطالة وانخفاض قيمة النيرة.
وكثيراً ما قوبلت جهود الحكومة لمعالجة هذه القضايا بالتشكك والمقاومة، مما أدى إلى إضرابات ومظاهرات على مستوى البلاد.
وتصاعدت حدة الموقف في عام 2024، حيث دفعت أزمة غلاء المعيشة الآلاف إلى النزول إلى الشوارع في سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وردت قوات الأمن بشكل متكرر بالغاز المسيل للدموع والاعتقالات، بهدف تفريق المتظاهرين والحفاظ على النظام.
وقد أثار رد فعل الحكومة على هذه الاحتجاجات جدلاً واسع النطاق. ففي حين أقر بعض المسؤولين بمظالم المحتجين، رفض آخرون المظاهرات واعتبروها ذات دوافع سياسية أو تشكل تهديداً للأمن القومي.
وقد أدى هذا إلى خلق أجواء متوترة، مما أثار المخاوف بشأن احتمال اندلاع المزيد من أعمال العنف وتأثيرها على الديمقراطية في نيجيريا. ومن المطالبات بالحكم الرشيد إلى الدعوات لإنهاء وحشية الشرطة، نزل النيجيريون إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم.
أعدت شركة Nairametrics جدولاً زمنيًا موسعًا للاحتجاجات الكبرى في نيجيريا من عام 2015 حتى الوقت الحاضر، إلى جانب المطالب المقدمة خلال هذه الاحتجاجات:
- في مارس/آذار 2015، احتج حزب المؤتمر التقدمي في ولاية ريفرز، متهماً أنصار الرئيس جودلاك جوناثان بالمسؤولية عن مقتل نشطاء حملته، وندد بالتصويت في المنطقة باعتباره “خدعة ومسرحية هزلية”.
- في يناير/كانون الثاني 2017، احتج طلاب جامعة لادوك أكينتولا للتكنولوجيا بسبب إضراب مطول نتج عن عدم دفع رواتب موظفي الجامعة.
- في أغسطس/آب 2017، نظم تشارلي بوي، إلى جانب عدد من الشباب والناشطين النيجيريين من حركة “OurMumuDonDO”، احتجاجًا يطالب الرئيس محمدو بوهاري إما باستئناف مهامه أو الاستقالة بسبب إجازته الطبية الطويلة في الخارج.
- في فبراير/شباط 2017، شارك النيجيريون في احتجاج على مستوى البلاد، احتجاجا على قضايا الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية المستمرة التي ابتليت بها البلاد.
- يونيو/حزيران 2019: نظم أعضاء الحركة الإسلامية في نيجيريا (الشيعية) احتجاجًا للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم إبراهيم الزكزكي وزوجته زينة، بالإضافة إلى وثائق سفرهما.
- نوفمبر/تشرين الثاني 2019: نظم ناشطون احتجاجًا في مقر إدارة خدمات الدولة في أبوجا، مطالبين بالإفراج عن السيد أومويلي سوور وأولاوالي باكاري، اللذين تم اعتقالهما فيما يتعلق بحركة #الثورة_الآن.
- في أكتوبر/تشرين الأول 2020، دعت الاحتجاجات الوطنية لحركة EndSARS إلى الإفراج الفوري عن جميع المتظاهرين المعتقلين، وتحقيق العدالة لضحايا وحشية الشرطة وتعويض عائلاتهم، وإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على التحقيقات والملاحقات القضائية المتعلقة بسوء سلوك الشرطة، والتقييمات النفسية وإعادة تدريب ضباط SARS السابقين قبل إعادة نشرهم، وزيادة رواتب ضباط الشرطة لضمان التعويض العادل، وتعزيز خدمتهم، والحد من الفساد.
- 2021: احتجاج تذكاري لإنهاء SARS
المطلب: أحيت هذه المظاهرة الذكرى السنوية الأولى لحركة #EndSARS. وفي عام 2021، دعت حركة IPOB (حركة الاحتجاج البيافرية) إلى انفصال منطقة الجنوب الشرقي.
- يونيو 2021: احتجاجات اليوم الوطني للديمقراطية
المطلب: تم تنظيم احتجاج على مستوى البلاد لمعالجة قضايا مثل سوء الإدارة، وانعدام الأمن المتزايد، وحظر تويتر.
- في يوليو 2022، اندلعت احتجاجات للمطالبة بإعادة فتح مؤسسات التعليم العالي. وطالبت المظاهرة الحكومة بتلبية مطالب اتحاد أعضاء هيئة التدريس بالجامعات.
- في سبتمبر 2022، نظمت الجمعية الوطنية للطلاب النيجيريين (NANS) احتجاجًا للمطالبة بإنهاء الإضراب المطول الذي نظمه اتحاد أعضاء هيئة التدريس في الجامعات (ASUU).
- فبراير 2023: احتجاجات المؤتمر الوطني للعمال
الهدف: معالجة المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.
- في مارس/آذار 2023، نظم أنصار بولا تينوبو احتجاجات للمطالبة باحترام القضاء لنتائج اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة. وخلال الفترة نفسها، نظمت منظمات المجتمع المدني النيجيرية احتجاجات يومية، حثت فيها اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة والسلطات النيجيرية على مراجعة الانتخابات التي أجريت في فبراير/شباط ومارس/آذار.
- مايو 2023: احتجاج من قبل مؤيدين غير تينوبو ضد تنصيب الرئيس بولا تينوبو.
- أغسطس 2023: احتجاج مؤتمر العمال النيجيري (NLC) لمعالجة ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل الإدارة الجديدة.
- سبتمبر/أيلول 2023: احتجاجات المؤتمر الوطني للعمل ضد رفع دعم الوقود من قبل إدارة الرئيس بولا تينوبو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود وزيادة تكاليف المعيشة.
المشكلة: دخل الاتحاد في إضراب بسبب عدم دفع الرواتب وعدم كفاية التمويل لقطاع التعليم.
الموضوع: يهدف الإضراب أيضًا إلى الضغط من أجل توقيع اتفاقية جديدة بين اتحاد طلاب ولاية أريزونا والحكومة الفيدرالية لتعزيز كفاءة النظام الجامعي النيجيري.
- أغسطس 2024: احتجاجات الشباب النيجيري (إنهاء الحكم السيئ)
الموضوع: تسعى هذه الاحتجاجية إلى تسليط الضوء على سوء الحكم والجوع والصعوبات وتفاقم الفقر والأزمة الاقتصادية التي تؤثر على البلاد ومعالجتها.
تأثير الاحتجاجات
إن الاحتجاجات في نيجيريا ليست أحداثاً معزولة بل هي جزء من اتجاه أوسع نطاقاً يتمثل في الاضطرابات المدنية التي تدفعها قضايا الحكم والاقتصاد. وهي تسلط الضوء على مطالبة المواطنين بمزيد من الشفافية والمساءلة والتحسينات الحقيقية في حياتهم.
وبينما تتعامل نيجيريا مع هذه التحديات، تظل الاحتجاجات السلمية تشكل جانباً بالغ الأهمية من العملية الديمقراطية. كما أبدى المجتمع الدولي اهتمامه بالأمر، حيث دعمت العديد من المنظمات دعوات المحتجين وحثت الحكومة النيجيرية على احترام حقوق الإنسان والسماح بالمظاهرات السلمية.
إن الاحتجاجات التي شهدتها نيجيريا منذ عام 2015 وحتى الآن تسلط الضوء على قدرة الشعب النيجيري على الصمود وتصميمه. كما تؤكد على ضرورة معالجة الأسباب الكامنة وراء الاستياء وأهمية تعزيز الحوار البناء بين الحكومة ومواطنيها.
ومع تقدم نيجيريا، سيكون من الضروري الاستماع إلى أصوات المحتجين وتنفيذ إصلاحات ذات مغزى لبناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً.
لقد أبرزت الاحتجاجات الحاجة الملحة إلى الإصلاحات الاقتصادية وتحسين الحكم وزيادة المساءلة في نيجيريا. وعلى الرغم من آثارها الاقتصادية المختلطة، فقد دفعت الحكومة إلى معالجة قضايا حرجة وقد تضع الأساس للنمو في المستقبل.