10 أسباب وراء انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للعقارات في نيجيريا في الربع الأول من عام 2024

يُعد الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لأي دولة بمثابة معيار لقياس صحة اقتصاد الدولة. فهو يعكس القيمة السوقية الإجمالية لجميع السلع والخدمات النهائية المنتجة داخل حدود الدولة خلال فترة زمنية محددة. ويشير الناتج المحلي الإجمالي المتنامي إلى اقتصاد مزدهر مع توسع الإنتاج.
إن قطاعي العقارات والبناء يشكلان تقليدياً محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي. فهما يلعبان دوراً محورياً في العديد من المجالات الرئيسية مثل خلق فرص العمل، وتطوير البنية الأساسية، والاستثمار والاستهلاك.
كشف الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، كما أصدره المكتب النيجيري للإحصاء، عن انخفاض في نمو قطاع العقارات والبناء في الربع الأول من عام 2024.
وبحسب التقرير، بلغ نمو قطاع العقارات 0.84%، بانخفاض 0.50% (على أساس سنوي) عن المعدل الذي بلغ 0.86% في الربع الأول من عام 2023. وعلى أساس ربع سنوي، نما القطاع بنسبة -27.88% في الربع الأول من عام 2024. وساهم هذا بنسبة 5.20% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من عام 2024. وهذا أقل من مساهمة 5.31% المسجلة في الربع المقابل من عام 2023.
كما سجل قطاع البناء انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2024، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي للقطاع 4.01% في الربع الأول من عام 2024، بانخفاض 5.41% (على أساس سنوي) عن المعدل المسجل في العام السابق.
ويشير انخفاض مساهمة قطاعي العقارات والبناء في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام 2024 إلى تباطؤ محتمل في هذه المجالات الحيوية، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل فقدان الوظائف، وتقليص الاستثمار في البنية التحتية، وتباطؤ النشاط الاقتصادي.
ولكي نفهم الأسباب الجذرية لهذا التراجع، حددنا 10 عوامل محتملة ربما أثرت على هذه القطاعات.
10 أسباب لانخفاض الناتج المحلي الإجمالي للعقارات في نيجيريا في الربع الأول من عام 2024
- معدلات التضخم المرتفعة
يواجه قطاع العقارات في نيجيريا تحديًا بالغ الأهمية بسبب ارتفاع معدلات التضخم. ووفقًا لمكتب الإحصاء النيجيري، وصل التضخم إلى مستوى مذهل بلغ 33.69% في أبريل 2024، مما أدى إلى انخفاض كبير في القدرة الشرائية للمستهلكين. ويؤثر هذا الانخفاض في الطلب الاستهلاكي بشكل مباشر على سوق العقارات.
على سبيل المثال، يؤثر التضخم على تكاليف البناء. فقد شهدت المواد الأساسية، مثل الأسمنت، ارتفاعًا في الأسعار، حيث تتراوح الأسعار الحالية بين 10 آلاف إلى 14 ألف نيرة نيجيرية للكيس، مقارنة بالتكاليف المنخفضة بشكل كبير التي لوحظت في العام الماضي.
وتتفاقم هذه المشكلة بسبب إلغاء الحكومة لدعم البنزين، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الوقود، مما أدى إلى زيادة كبيرة في نفقات النقل والخدمات اللوجستية داخل قطاع البناء.
من الواضح أن ارتفاع التكاليف، والذي يغذيه في المقام الأول ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار مواد البناء، يؤثر على قدرة المستأجرين على تحمل تكاليف العقارات. ويؤدي هذا الانخفاض في القدرة على تحمل التكاليف بشكل مباشر إلى انخفاض الطلب على العقارات في سوق العقارات.
- ارتفاع أسعار الفائدة
لقد أدت أسعار الفائدة المرتفعة التي فرضها البنك المركزي النيجيري إلى زيادة تكلفة الاقتراض. وقد أدى هذا إلى زيادة تكلفة تمويل مشاريع البناء والرهن العقاري، مما ردع المطورين والمشترين والمستثمرين عن أخذ القروض والاستثمار في العقارات.
في الشهر الماضي فقط، رفع البنك المركزي النيجيري سعر الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس، ليصل إلى مستوى مرتفع جديد عند 26.25%. ويمثل هذا ثالث زيادة في أقل من ثلاثة أشهر. وتؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى جعل الاقتراض أقل جاذبية، حيث تصبح تكلفة خدمة الدين أكثر تكلفة. وهذا يثبط عزيمة المقترضين المحتملين ويقلل من المستوى الإجمالي للاستثمار في هذا القطاع.
- التقلبات الاقتصادية
لقد أدى عدم الاستقرار الاقتصادي، الذي اتسم بتقلب أسعار الصرف وعدم اليقين بشأن السياسات المالية، إلى خلق بيئة غير متوقعة للمستثمرين. وقد أدى هذا الغموض إلى اتباع نهج حذر، حيث يطبق المستثمرون المحليون والأجانب نهج الانتظار والترقب قبل الاستثمار في العقارات.
ويؤدي انخفاض رأس المال المتاح لمشاريع العقارات والبناء في نهاية المطاف إلى انكماش مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في نيجيريا.
- انخفاض ثقة المستثمرين
إن الأخبار السلبية أو الشعور بعدم وضوح الأمور قد يهز ثقة المستثمرين في سوق العقارات. وقد يؤدي هذا إلى إرجاء المستثمرين وضع أموالهم في مشاريع عقارية. يريد المستثمرون أن يشعروا بالأمان والاطلاع قبل الاستثمار، وقد تجعلهم الأخبار السلبية أو الافتقار إلى الشفافية يشعرون بعدم اليقين. وقد يؤدي هذا التردد من جانب المستثمرين إلى إبطاء قطاع العقارات ومساهمته في الاقتصاد بشكل عام.
- مخاوف أمنية
إن المشاكل الأمنية في بعض المناطق قد تمنع المستثمرين من القيام بمشاريع البناء في تلك المناطق.
وقد تتغذى بيئة المخاطر المتزايدة هذه على عوامل مثل الاضطرابات المدنية، أو معدلات الجريمة المرتفعة، أو حتى التهديد الإرهابي. وقد يتردد المستثمرون، الذين يحرصون على الاستقرار على المدى الطويل، في استثمار رؤوس أموالهم في مناطق حيث المستقبل غير مؤكد.
وهذا من شأنه أن يثبط الاستثمار، مما قد يؤدي إلى ركود أو حتى تراجع قطاعي العقارات والبناء في هذه المناطق.
- تغيير تفضيلات المستهلكين
هناك طلب متزايد على المساكن بأسعار معقولة وممارسات البناء المستدامة. وقد لا تتوافق العروض السوقية الحالية مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة، مما يؤدي إلى عدم التوافق بين العرض والطلب. وقد يجد المطورون الذين يفشلون في التكيف مع هذه الاتجاهات صعوبة في جذب المشترين والمستأجرين.
- اضطرابات سلسلة التوريد
يمكن أن تؤدي الاضطرابات العالمية في سلسلة توريد مواد البناء إلى تأخير المشاريع وزيادة التكاليف، مما يؤثر على كل من البناء والعقارات.
ارتفعت تكلفة مواد البناء بسبب التضخم وانقطاعات سلسلة التوريد والاعتماد على الواردات. وتؤدي تكاليف المواد المرتفعة إلى جعل مشاريع البناء أقل جدوى من الناحية المالية، مما يقلل من عدد المشاريع الجديدة.
- البنية التحتية غير الكافية
إن البنية الأساسية الضعيفة، مثل الطرق غير الملائمة، وإمدادات الطاقة غير الموثوقة، والموارد المائية غير الكافية، تعوق أنشطة العقارات والبناء. ويواجه المطورون تكاليف تشغيلية أعلى وتحديات لوجستية، مما قد يثنيهم عن إطلاق مشاريع جديدة.
- ديناميكيات السوق والعرض الزائد
وفي بعض المناطق، كان هناك فائض في العرض من أنواع معينة من العقارات، وخاصة المباني السكنية والتجارية الراقية. وقد أدى هذا الفائض إلى زيادة معدلات الشواغر وضغوط نزولية على أسعار بعض العقارات، مما أدى إلى تثبيط المزيد من الاستثمار في مشاريع التطوير الجديدة.
- انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر
لقد أدت حالة عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنية وظروف العمل غير المواتية إلى تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في نيجيريا. ويشكل الاستثمار الأجنبي المباشر أهمية بالغة لتمويل مشاريع العقارات والبناء واسعة النطاق، ويؤدي انخفاضه إلى الحد من توافر رأس المال لهذه القطاعات.
خاتمة
إن تراجع مساهمات قطاعي العقارات والبناء في الناتج المحلي الإجمالي النيجيري في الربع الأول من العام هو قضية متعددة الأوجه تتأثر بالعوامل الاقتصادية والتنظيمية والسوقية. ويتطلب التصدي لهذه التحديات اتباع نهج شامل، بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي، والإصلاحات التنظيمية، وتحسين الوصول إلى التمويل، والسياسات الحكومية المستهدفة. ومن خلال فهم ومعالجة هذه الأسباب المحتملة العشرة، يمكن لنيجيريا العمل على تحسين قطاع العقارات وتنمية الاقتصاد.
اقرأ المزيد من المقالات مثل هذه على صفحة الرؤى الخاصة بنا، www.buyletlive.com. يمكنك أيضًا إرسال تعليقاتك وملاحظاتك ومساهماتك إلينا [email protected]