تينوبو يدعو إلى إعفاء نيجيريا من الديون
ناشد الرئيس النيجيري بولا تينوبو زعماء العالم إعطاء الأولوية لإعفاء نيجيريا وغيرها من البلدان النامية من الديون من الدائنين والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف.
كما طلب تينوبو من الأمم المتحدة الالتزام بالتعددية من خلال تعميق العلاقات بين الدول الأعضاء، بما يتماشى مع مبادئ الشمول والمساواة والتعاون.
أطلق الزعيم النيجيري، الذي يرأس هيئة رؤساء دول وحكومات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، هذه الدعوة أثناء مخاطبته زعماء العالم خلال المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين الجارية للجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة.
وقال تينوبو، الذي مثله نائب الرئيس كاشيم شيتيما في الحدث العالمي السنوي رفيع المستوى، إن بلدان الجنوب العالمي لن تحقق تقدماً اقتصادياً ذا مغزى دون تنازلات خاصة ومراجعة أعباء ديونها الحالية.
وفي بيان أصدره المساعد الخاص للرئيس لشؤون الإعلام والاتصالات (مكتب نائب الرئيس)، ستانلي نكوشا، لفت الزعيم النيجيري انتباه الأمم المتحدة إلى عبء الديون العالمية الذي يقوض قدرة البلدان والحكومات على تلبية احتياجات مواطنيها، والحواجز التجارية والسياسات الحمائية التي تدمر آمال الدول، والمنافسة غير المنضبطة التي تثبط الدافع وتعوق الاستثمارات العالمية.
وشهدت الولايات النيجيرية زيادة بنسبة 122 في المائة في خدمة الديون الخارجية في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، لتصل إلى 139.92 مليار نيرة مقارنة بـ 63.06 مليار نيرة في عام 2023.
وعكس هذا الارتفاع تكاليف الاقتراض المرتفعة في ظل انخفاض قيمة العملة، مما أثر بشكل كبير على الإنفاق دون الوطني والصحة المالية.
تدفع ولايتا كادونا ولاغوس أعلى تكاليف خدمة الديون الخارجية، في حين تسعى بعض الولايات إلى الحصول على الإغاثة من تكاليف سداد الديون المتزايدة.
وفي حديثه عن عبء الديون، قال تينوبو: “وبالمثل، يتعين علينا أن نضمن أن أي إصلاح للنظام المالي الدولي يتضمن تدابير شاملة لتخفيف الديون، لتمكين التمويل المستدام للتنمية.
وأضاف أن “دول الجنوب العالمي لا تستطيع تحقيق تقدم اقتصادي ملموس من دون تقديم تنازلات خاصة ومراجعة أعباء ديونها الحالية”.
ودعا تينوبو إلى استعادة عائدات الفساد والتدفقات المالية غير المشروعة، مشيرا إلى أن إعادة هذه الأموال إلى بلدانها الأصلية “مبدأ أساسي من مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد”.
“ولذلك، يتعين على المجتمع الدولي أن يعزز التدابير العملية الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي لاستعادة الأصول المسروقة وإعادتها والقضاء على الملاذات الآمنة التي تسهل التدفقات غير المشروعة للأموال من البلدان النامية إلى الاقتصادات المتقدمة.”
وندد الرئيس بالانحدار الحاد نحو التفرد والقومية، الذي قال إنه يقوض السعي إلى حل سلمي وجماعي للتحديات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ والفقر وأزمات الغذاء والتضخم المفرط وانتشار الأسلحة النووية وعبء الديون المتراكم، وغيرها.
وذكّر الزعيم النيجيري زعماء العالم بأن الأمم المتحدة تدافع عن التعددية التي تمثل الشمولية، وترتكز على ثلاثية السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
وأعربت تينوبو عن قلقها بشأن الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة وكيفية دعم أهمية الهيئة العالمية وقدرتها على الصمود، مشيرة إلى أن ركائز المنظمة معرضة لخطر الانهيار ضد مبادئ الشمول والمساواة والتعاون.
“إن هذه الركائز التي تقوم عليها منظمتنا اليوم مهددة بالانهيار بسبب السعي الدؤوب لتحقيق الأولويات الوطنية الفردية بدلاً من تلبية الاحتياجات الجماعية للدول المجتمعة هنا اليوم.