رياضة

بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يشير إلى أنه حان الوقت لخفض أسعار الفائدة؛ وهذا ما يعنيه ذلك لسعر الصرف في نيجيريا


في يوم الجمعة 23 أغسطس/آب، ألقى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول خطابًا طال انتظاره في ندوة جاكسون هول، ملمحًا إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

وفقا لجاي باول، وقال إن الوقت قد حان لتعديل السياسة، مشيرا إلى أن “الاتجاه واضح، وأن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة سوف يعتمدان على البيانات الواردة، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر”.

ودفعت هذه الأنباء سندات الخزانة الأميركية إلى الارتفاع مع انخفاض الدولار، ما يشير إلى أن المستثمرين كانوا يتوقعون انخفاض أسعار الفائدة، وهو ما يؤدي عادة إلى زيادة قيمة السندات في حين يقلل من جاذبية الدولار مقارنة بالعملات الأخرى.

بالنسبة لنيجيريا، قد يكون هذا التطور بمثابة نعمة ضرورية للغاية لسعر الصرف المحاصر، والذي كان تحت ضغوط شديدة بسبب التحديات الاقتصادية الأخيرة وتحولات السياسة.

في حين يسعى البنك المركزي النيجيري جاهدا للحفاظ على استقرار النيرة وسط بيئة عالمية ومحلية متقلبة، فإن إشارة باول إلى خفض وشيك لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد تقدم بعض الراحة.

تخفيف محتمل لسعر صرف النيرة

ومن المرجح أن يكون التأثير الأكثر مباشرة لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة هو إضعاف الدولار. فمن الناحية التقليدية، تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة إلى جعل الدولار أقل جاذبية للمستثمرين، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة.

بالنسبة لنيجيريا، التي اتخذت مؤخرا تدابير هامة لتحقيق الاستقرار في قيمة النيرة، بما في ذلك توحيد أسعار الصرف، فإن ضعف الدولار قد يساعد في تخفيف بعض الضغوط على النيرة.

منذ قرار البنك المركزي النيجيري بتعويم النيرة ودمج أسعار السوق الرسمية والموازية، واجهت العملة انخفاضًا حادًا، حيث دفعت قوى السوق النيرة إلى مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار. انخفض سعر الصرف بنسبة مذهلة بلغت 71٪ منذ الإعلان عن توحيد النقد الأجنبي في منتصف عام 2023.

وقد أدى هذا الانخفاض في قيمة العملة إلى تفاقم الضغوط التضخمية وزيادة تكاليف المعيشة بالنسبة للعديد من النيجيريين. ولكن إذا ضعف الدولار نتيجة لإجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد تشهد النيرة درجة من الارتفاع أو على الأقل تباطؤاً في انخفاض قيمتها، وهو ما من شأنه أن يوفر بعض الراحة للاقتصاد النيجيري المحاصر.

تخفيف التضخم

ظل معدل التضخم في نيجيريا مرتفعًا باستمرار، مدفوعًا بمجموعة من العوامل، بما في ذلك إلغاء دعم البنزين، وانخفاض قيمة النيرة، وانقطاعات سلسلة التوريد المستمرة. ومع ارتفاع تكلفة الواردات مع انخفاض قيمة النيرة، ارتفع التضخم، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للنيجيريين وخلق تحديات كبيرة للشركات.

وفي هذا السياق، قد يكون التخفيف المحتمل للضغوط التضخمية أحد النتائج الأكثر فائدة لضعف الدولار. فمع فقدان الدولار لقيمته، قد تنخفض تكلفة الواردات، وهو ما قد يساعد في تهدئة التضخم في نيجيريا.

وهذا مهم بشكل خاص لأن نيجيريا تعتمد بشكل كبير على السلع المستوردة، بما في ذلك الغذاء والوقود، والتي تعد مكونات رئيسية لمؤشر أسعار المستهلك.

ولكن من المهم أن نلاحظ أن التأثير على التضخم قد يكون مختلطا. ففي حين قد يؤدي ضعف الدولار إلى خفض تكلفة الواردات، فإنه قد يؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية، وخاصة النفط.

ونظراً لاعتماد نيجيريا على صادرات النفط، فإن أي زيادة في أسعار النفط العالمية قد تعوض فوائد ضعف الدولار من خلال رفع تكلفة السلع المستوردة، وبالتالي إبقاء التضخم مرتفعاً.

ومع ذلك، يمكن التخفيف من هذا التأثير إذا تم تحقيق الموعد المخطط له في سبتمبر/أيلول لبدء إنتاج الوقود من مصفاة دانجوتي، وهو ما قد يقلل الحاجة إلى استيراد الوقود ويخفف الضغوط التضخمية.

استقرار سعر الصرف

إن التدفقات المحتملة لرأس المال إلى الأسواق الناشئة مثل نيجيريا تشكل عاملاً رئيسياً آخر ينبغي أخذه في الاعتبار. فمن الناحية التاريخية، دفعت أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة المستثمرين إلى البحث عن عائدات أعلى في الأسواق الناشئة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الأصول النيجيرية، وبالتالي دعم النيرة.

على سبيل المثال، بين عامي 2017 و2020، عندما كانت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قريبة من الصِفر، اجتذبت نيجيريا نحو 5 مليارات دولار ربع سنوية من واردات رأس المال. وانخفض هذا الرقم إلى نحو مليار دولار ربع سنوية عندما ضرب كوفيد-19 وظل عند هذا المستوى حتى الربع الأول من عام 2024 عندما ارتفع إلى 3 مليارات دولار.

ومن الممكن أن يساعد هذا التدفق لرأس المال في استقرار سعر الصرف على المدى القصير، مما يخفف الضغوط على البنك المركزي النيجيري للتدخل في سوق النقد الأجنبي.

ولكن هذا السيناريو ينطوي أيضاً على مخاطر. ذلك أن تدفقات رأس المال الناجمة عن التغيرات في أسعار الفائدة العالمية قد تكون متقلبة وعرضة للانعكاسات المفاجئة. وإذا تغيرت المشاعر العالمية إزاء المخاطرة أو إذا تغير موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي من السياسة بشكل غير متوقع، فقد تواجه نيجيريا تدفقات سريعة لرأس المال إلى الخارج، مما يؤدي إلى تجدد الضغوط على النيرة وزيادة تقلبات أسعار الصرف.

التداعيات السياسية: إيجاد التوازن الصحيح

بالنسبة للبنك المركزي النيجيري، فإن الإبحار في هذه البيئة العالمية المعقدة سوف يتطلب عملاً متوازناً دقيقاً. فلا بد من موازنة الفوائد المحتملة المترتبة على ضعف الدولار وزيادة تدفقات رأس المال في مقابل مخاطر التضخم وتقلب أسعار الصرف.

لقد اتخذ البنك المركزي النيجيري بالفعل خطوات مهمة لمعالجة عدم استقرار العملة، ولكن الحفاظ على هذا الاستقرار في مواجهة السياسات النقدية العالمية المتغيرة سوف يكون صعباً.

وعلاوة على ذلك، يتعين على الحكومة النيجيرية أيضا أن تلعب دورها من خلال معالجة القضايا الهيكلية الأساسية التي لا تزال تشكل عبئا على الاقتصاد.

وستكون الجهود الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتحسين توليد الإيرادات وإدارة مستويات الديون حاسمة في خلق بيئة اقتصادية أكثر مرونة وقادرة على تحمل الصدمات الخارجية بشكل أفضل.

هل حان وقت بيع الدولار؟

في ضوء الإمكانات المتاحة لتحقيق قيمة أقوى أو أكثر استقرارا للنيرة النيجيرية، قد يتساءل بعض النيجيريين عما إذا كان الوقت مناسبا لبيع دولاراتهم.

ومع ذلك، وفي حين تشير التوقعات إلى آفاق إيجابية لسعر الصرف، فمن المهم أن ندرك أن نيجيريا لا تزال تواجه العديد من الرياح الاقتصادية المعاكسة التي قد تمارس ضغوطا هبوطية على النيرة.

اقترح صندوق النقد الدولي مؤخرا أن سعر الصرف قد ينخفض ​​إلى حوالي 2000 نايرا للدولار الواحد بحلول نهاية العام، مما يشير إلى أن الوضع قد لا يتحسن بقدر ما كان متوقعا.

وبدلاً من بيع الدولار توقعاً لارتفاع قيمة النيرة، ربما يكون من الأفضل للنيجيريين التركيز على كسب الإيرادات الأجنبية.

إن أولئك الذين لديهم التزامات كبيرة بالعملة الأجنبية، مثل الرسوم المدرسية، سيكون من الأفضل لهم الاحتفاظ بالدولارات. وللتخفيف من تأثير ضعف النيرة، يمكنهم التفكير في خفض متوسط ​​​​سعر الصرف من خلال الاستمرار في شراء الدولار مع تقلب السعر.

تاريخيا، ظل النيرة يضعف باستمرار مقابل الدولار، ولا تزال أساسيات استقرار العملة الأجنبية في نيجيريا دون تغيير، حيث لا تزال البلاد تعتمد بشكل كبير على تدفقات الأموال الساخنة بدلاً من الاستثمار الأجنبي المباشر.

وعلاوة على ذلك، لم تظهر نيجيريا التزاما كافيا بزيادة الصادرات أو تحقيق الاعتماد الذاتي على السلع التي يمكن إنتاجها محليا.



Source link

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button