السفارة الأمريكية تحث نيجيريا على تعزيز الأمن بالتكنولوجيا
نصحت سفارة الولايات المتحدة في أبوجا الحكومة النيجيرية بتسخير قوة التكنولوجيا لتعزيز إطارها الأمني وبناء دولة أكثر أمانًا ومرونة.
قام السيد برادلي ماركوالد، كبير ضباط الأمن الإقليمي بالسفارة، بتسليم الرسالة خلال الاجتماع العام السنوي لعام 2024 لـ ASIS International، الفصل 273، الذي عقد في أبوجا يوم الثلاثاء.
تحدث ماركوالد عن هذا الموضوع ، “الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الأمن القومي في نيجيريا.”
وأوضح ماركوالد في خطابه أن عدد سكان نيجيريا الضخم ومواردها الغنية وجغرافيتها الممتدة تمثل تحديات كبيرة وفرصًا فريدة لحماية الأمن القومي.
وشدد على أن تقنيات المراقبة والرصد المتقدمة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة هذه التحديات.
تطوير تقنيات المراقبة للأمن القومي
وسلط ماركوالد الضوء على أهمية استخدام الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لرصد مناطق واسعة في الوقت الفعلي.
وأشار إلى أنه يمكن الاستفادة من منصات مثل NigeriaSat-X وبرنامج كوبرنيكوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لمراقبة الأراضي والحدود والبنية التحتية الحيوية في نيجيريا.
وناقش أيضًا إمكانات الطائرات بدون طيار، أو المركبات الجوية بدون طيار (UAVs)، المجهزة بالتصوير الحراري وبرامج التتبع التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقارير، يمكن نشر هذه الطائرات بدون طيار لمراقبة المناطق النائية وجمع المعلومات الاستخبارية عن التحركات والأنشطة التي قد تشكل تهديدات أمنية.
بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، اقترح ماركوالد دمج شبكات الاستشعار على طول حدود نيجيريا، والطرق السريعة، والموانئ.
وأوضح أن أجهزة الاستشعار هذه يمكن أن تقدم نهجًا استباقيًا للأمن من خلال الكشف عن النشاط غير المعتاد، مثل تحركات المركبات غير المصرح بها أو المعابر الحدودية، في الوقت الفعلي. وأشار أيضًا إلى إمكانات أجهزة استشعار إنترنت الأشياء (IoT) لتنبيه السلطات بشأن التوغلات أو الكوارث الطبيعية التي قد تهدد الأمن القومي.
تحديث أنظمة مراقبة الحدود
وركز جانب رئيسي آخر من توصيات ماركوالد على تحديث أنظمة مراقبة الحدود في نيجيريا. وقال إن اعتماد أنظمة إلكترونية متقدمة لإدارة الحدود يمكن أن يحسن دقة عمليات التفتيش على الحدود ويقلل الأخطاء البشرية.
وقال: “يمكن للتقنيات البيومترية مثل التعرف على الوجه ومسح بصمات الأصابع المستخدمة في أنظمة مثل أنظمة معلومات الركاب المتقدمة (APIS) التحقق من الهويات بسرعة، مما يضمن دخول الأفراد المصرح لهم فقط إلى البلاد أو مغادرتها”.
وناقش ماركوالد أيضًا فوائد بوابات مراقبة الحدود الآلية (ABC)، والتي يتم استخدامها بالفعل في المطارات حول العالم.
تشير التقارير إلى أن هذه البوابات يمكن أن تساعد في تبسيط عملية مراقبة الحدود، مما يجعلها آمنة وفعالة.
وأشار أيضًا إلى إمكانية تنفيذ أنظمة إدارة الحدود الذكية التي تجمع بين البيانات البيومترية والتتبع الفوري للأفراد والمركبات على الحدود.
ووفقا لماركوالد، فإن مثل هذه الأنظمة من شأنها أن تعزز بشكل كبير قدرة نيجيريا على إدارة الهجرة والتدفقات التجارية دون المساس بالأمن.
الأمن السيبراني: عنصر حاسم في الأمن القومي
وشدد ماركوالد أيضًا على أهمية تعزيز الأمن السيبراني في نيجيريا والمرونة السيبرانية. وأشار إلى أن حماية البيانات الحساسة والبنية التحتية الحيوية والأنظمة الرقمية من التهديدات السيبرانية جزء مهم من الأمن القومي.
وقال: “تعد بروتوكولات التشفير المتقدمة مثل تشفير AES-256 والتشفير الكمي ضرورية لحماية بيانات الحكومة والشركات الأكثر حساسية في نيجيريا”.
وفي كلمته، أوصى ماركوالد باعتماد تقنيات الأمن السيبراني المتقدمة، بما في ذلك جدران الحماية من الجيل التالي (NGFW)، وأنظمة كشف التسلل (IDS)، وأدوات الكشف عن الحالات الشاذة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هذه التقنيات ستساعد في تحديد الهجمات الإلكترونية والتخفيف منها في الوقت الفعلي، مما يحمي البنية التحتية الرئيسية في نيجيريا من التهديدات الرقمية.
ودعا أيضًا إلى تطوير بنية تحتية قوية للدفاع السيبراني، بما في ذلك مراكز العمليات الأمنية (SOC) المجهزة بحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف تهديدات الأمن السيبراني والاستجابة لها.
واقترح أن يتبنى الفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الكمبيوتر (ngCERT) أنظمة دفاع إلكترونية متقدمة، مثل FireEye’s Network Security and Forensics، لتوفير الكشف عن التهديدات والاستجابة لها في الوقت الفعلي.
التعاون من أجل مستقبل أكثر أمانًا: وفي الختام، حث ماركوالد نيجيريا على تعزيز قدراتها على تبادل المعلومات الاستخباراتية وتحسين إدارة الأزمات وجهود الاستجابة للحوادث. وشدد على أن الاستثمار في هذه التطورات التكنولوجية من شأنه أن يساعد نيجيريا على حماية مواطنيها، وحماية بنيتها التحتية الحيوية، وتأمين مستقبلها. وقال: “دعونا نعمل معًا للاستفادة من هذه التطورات لخلق نيجيريا أكثر أمانًا للأجيال القادمة”.