أوبك تكشف عن سبب ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا
قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص إن منتجي النفط ليسوا مسؤولين عن ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا.
أخبار نايجا أفادت تقارير أن ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا أثار مخاوف واسعة النطاق، حيث وجه الكثيرون أصابع الاتهام إلى منتجي النفط، وخاصة المشغلين المحليين مثل مصفاة دانجوتي.
لكن غيث أوضح أن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار الوقود تكمن في مكان آخر، مثل الضرائب التي تفرضها الحكومات، بما في ذلك حكومات الدول الكبرى المستهلكة للنفط.
وفي مقال نشر يوم الثلاثاء، أوضح الأمين العام أن النفط الخام ومشتقاته يشكلان العمود الفقري للصناعات العالمية، حيث يدعم كل شيء من النقل إلى الأدوية.
في حين يفترض كثيرون أن ارتفاع أسعار النفط يفيد منتجي النفط بشكل مباشر على حساب المستهلكين، دحض رئيس منظمة أوبك هذه الأسطورة، مشيرا إلى أن الدول المنتجة للنفط ليست المستفيد الرئيسي من مبيعات الوقود بالتجزئة.
““غالبًا ما يتم توليد الإيرادات، ولكن الدول المستهلكة الرئيسية للنفط هي التي تحصل عليها في المقام الأول من خلال الضرائب،” وأبرز الغيص.
وأكد الأمين العام أن البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تكسب أكثر بكثير من بيع المنتجات النفطية بالتجزئة مقارنة بما تكسبه البلدان الأعضاء في أوبك من بيع النفط الخام نفسه.
في الفترة ما بين 2019 و2023، حققت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أرباحًا سنوية تزيد بنحو 1.915 تريليون دولار عن دول أوبك من المنتجات البترولية. وفي عام 2023 وحده، شكلت الضرائب نحو 44% من سعر التجزئة النهائي للمنتجات البترولية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي بعض الدول الأوروبية تجاوز هذا الرقم 50%.
وبالنسبة للمستهلكين النيجيريين، يسلط هذا الضوء على أن ارتفاع تكلفة الوقود في محطات الوقود ليس مجرد انعكاس لأسعار النفط الخام أو هوامش التكرير. بل إن جزءاً كبيراً مما يدفعه المستهلكون يوجه نحو الضرائب الحكومية.
“ومن المهم أن ندرك أن السعر الذي يدفعه المستهلكون عند المضخة يتحدد من خلال عوامل متعددة، بما في ذلك أسعار النفط الخام، والتكرير، والنقل، والضرائب على وجه الخصوص. وأشار الغيص إلى:
على سبيل المثال، من المتوقع أن تدر الرسوم على الوقود في المملكة المتحدة 24.7 مليار جنيه إسترليني من الإيرادات للحكومة في عامي 2023 و2024، وهو ما يعادل 2.2% من إجمالي الإيرادات. وتشير هذه الأرقام إلى الاتجاه العالمي للحكومات، سواء في الدول المنتجة أو المستهلكة، للاستفادة من المنتجات البترولية لتوليد الإيرادات.
وأكد الغيص أن الدول المنتجة للنفط تحقق عائدات من مبيعات النفط، ولكن جزءاً كبيراً منها يعاد استثماره في مشاريع الاستكشاف والإنتاج والبنية الأساسية لضمان استمرار تدفق الإمدادات إلى المستهلكين في مختلف أنحاء العالم. ويشكل هذا الاستثمار أهمية بالغة للحفاظ على إمدادات النفط في المستقبل واستقرار أسواق الطاقة العالمية.
وفي الختام، ورغم أن الضرائب تلعب دوراً حاسماً في دعم الخدمات الحكومية والبنية الأساسية، فإنها تمثل أيضاً جزءاً كبيراً من السعر الذي يدفعه المستهلكون عند المضخة.
ودعا الأمين العام لمنظمة أوبك إلى التحول بعيدًا عن الرواية التي تضع المستهلكين في مواجهة المنتجين، مؤكدًا أن المجموعتين من أصحاب المصلحة في منظومة الطاقة.