أهداف خفض الانبعاثات يمكن أن تضيف 38 تريليون دولار إلى الدين العالمي بحلول عام 2028 – معهد التمويل الدولي
حذر معهد التمويل الدولي (IIF) من أن الجهود العالمية لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات يمكن أن تضيف 38 تريليون دولار إلى رصيد الديون العالمية بحلول عام 2028، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط المالية المتزايدة بالفعل بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض والتقلبات الاقتصادية.
وفي تقريره الأخير الصادر يوم الثلاثاء، كشف معهد التمويل الدولي أن الدين العالمي ارتفع بأكثر من 12 تريليون دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، ليصل إلى مستوى قياسي قدره 323 تريليون دولار.
وتؤكد هذه الزيادة، الناجمة عن انخفاض تكاليف الاقتراض وزيادة الرغبة في المخاطرة، تزايد مخاطر السداد والتحديات التي تواجه الإدارة المالية في جميع أنحاء العالم.
ويتوقع التقرير أن العجز الكبير في الميزانية الحكومية يمكن أن يدفع مستويات الديون السيادية إلى الارتفاع بمقدار الثلث إلى ما يقرب من 130 تريليون دولار بحلول عام 2028. وتواجه الأسواق الناشئة مخاطر حادة بشكل خاص، حيث يقترب الدين من مستوى قياسي يبلغ 105 تريليون دولار، أي ما يعادل 245 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وقد يؤدي ارتفاع تكاليف الفائدة والإطفاءات الكبيرة المستحقة في عامي 2025 و2026 إلى ترك بعض الدول عرضة لأزمات السيولة.
وسلط التقرير الضوء على التوترات التجارية المتزايدة واضطرابات سلسلة التوريد كعوامل إضافية تهدد النمو الاقتصادي العالمي. وحذر من أن هذه القضايا يمكن أن تؤدي إلى “دورات ازدهار وكساد مصغرة” في أسواق الديون السيادية مع عودة الضغوط التضخمية إلى الظهور وتشديد المالية العامة.
وزادت العودة الوشيكة لدونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة من مخاوف السوق. ومن المتوقع أن تؤدي التعريفات التجارية المقترحة على أوروبا والمكسيك وكندا والصين إلى زيادة عدم القدرة على التنبؤ بالسوق. وسارعت بعض الحكومات والشركات إلى تسريع الاقتراض قبل تنصيبه في يناير/كانون الثاني لتجنب الاضطرابات المحتملة في السوق.
على الرغم من مستويات الديون القياسية، تسبب النمو الاقتصادي ــ وخاصة في الولايات المتحدة ــ في انخفاض نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقرب من 326%، أي أقل بأكثر من 30 نقطة مئوية من أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال جائحة كوفيد-19.
ومع ذلك، حذر معهد التمويل الدولي من أن ارتفاع تكاليف خدمة الديون، والتي تتزايد بسرعة أكبر في الاقتصادات المتقدمة، لا يزال يشكل ضغطًا على الاستقرار المالي العالمي.
وشدد التقرير على الآثار المالية المترتبة على الأهداف المناخية، مشيراً إلى أن تحقيق أهداف خفض الانبعاثات العالمية من شأنه أن يزيد بشكل كبير من احتياجات الاقتراض.
وأشار معهد التمويل الدولي إلى أن “الديون الإضافية البالغة 38 تريليون دولار بحلول عام 2028 تعكس الاستثمار الكبير المطلوب للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون”.
ومع تصاعد الضغوط المالية، حذر التقرير من أن التقلبات في معنويات المستثمرين يمكن أن تزيد من تعقيد إدارة الديون، خاصة في الأسواق الناشئة. وخلص التقرير إلى أن “تزايد التقلبات يسلط الضوء على مخاطر أزمات السيولة، مما يجعل الإدارة الاستباقية للديون والإصلاحات المالية أمرا ضروريا”.