أسواق الغذاء الأكثر عدالة وتنافسية هي المفتاح لإنهاء الجوع العالمي – الأونكتاد
تشكل أسواق الغذاء العادلة والتنافسية أهمية بالغة لتحقيق عالم خالٍ من الجوع، وهو هدف أساسي من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
شهد قطاع الأغذية الزراعية تركيزًا متزايدًا في السوق في السنوات الأخيرة. ومن خلال عمليات الدمج والاستحواذ، تمكنت مجموعة من الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى من الهيمنة على سلاسل القيمة الغذائية العالمية.
وفي سوق الحبوب، على سبيل المثال، تسيطر الشركات الأربع الكبرى على ما بين 70 إلى 90 في المائة من التجارة العالمية.
وعلى نحو مماثل، في قطاعات مثل الكيماويات الزراعية، والأدوية الحيوانية، والبذور، والمعدات الزراعية، والأسمدة الاصطناعية، تسيطر أكبر أربع شركات على حصة سوقية مجمعة تتراوح بين 33% إلى 65%.
وأشارت تيريزا موريرا، رئيسة قسم المنافسة وحماية المستهلك في منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، إلى أن المنافسة يمكن أن تدفع الابتكار والكفاءة، مما يعود بالنفع على الجميع.
ويمكن للمنافسة أيضًا أن تساعد في خفض تكاليف المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور، مما يجعل الغذاء أكثر بأسعار معقولة.
وقالت السيدة موريرا: “عندما تتنافس الشركات والمزارع، فإنها تسعى جاهدة لتحسين تقنياتها، مما يؤدي إلى إنتاج منتجات ذات جودة أعلى مع المزيد من التنوع والممارسات المستدامة، وزيادة العائدات وانخفاض التكاليف التي يمكن أن تزيد من الفائض الإجمالي عبر كل سلسلة قيمة”.
وأشارت وكالة الأمم المتحدة إلى أن قانون المنافسة وسياساتها يمكن أن يعالجا إساءة استخدام القوة السوقية وممارسات التجارة غير العادلة.
وفي النمسا، على سبيل المثال، أطلقت الهيئة الاتحادية للمنافسة تحقيقات في تثبيت الأسعار الرأسية في قطاع الأغذية، حيث حاول تجار التجزئة الأقوياء التحكم في أسعار إعادة البيع، مما ألحق الضرر بالمنتجين الصغار والمتوسطين.
وبعد نحو 50 عملية تفتيش مفاجئة، عُرفت باسم “المداهمات الفجرية”، أنهت الهيئة 27 حالة، مما أسفر عن غرامات بلغت نحو 70 مليون يورو. كما وضعت الهيئة إرشادات بشأن الحفاظ على أسعار إعادة البيع في عام 2022.
وفي كينيا، وجدت هيئة المنافسة مؤخرا أن سلسلة متاجر سوبر ماركت كبيرة أساءت استخدام سلطتها الشرائية على الموردين، مما أدى إلى فرض غرامات وفرض تعديلات إلزامية على بنود العقد التي سهلت مثل هذه الانتهاكات.