أسعار الفائدة ستتباطأ مع انخفاض التضخم إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
انخفض معدل التضخم السنوي في البلاد إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر في أغسطس، مما أتاح لصناع السياسات فرصة لوقف دورة التشديد غير المسبوقة عندما يجتمعون الأسبوع المقبل.
قالت الهيئة الوطنية للإحصاء في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني يوم الاثنين إن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 32.2% من 33.4% في يوليو/تموز. ويتوافق هذا مع متوسط تقديرات تسعة خبراء اقتصاديين في استطلاع أجرته بلومبرج.
وقد ساهم تراجع تأثير خفض قيمة العملة على الأسعار والإلغاء المؤقت لدعم الوقود الذي تم فرضه قبل عام في تباطؤ النمو. وشكلت هذه الإجراءات جزءًا من الإصلاحات التي قدمها الرئيس بولا تينوبو بعد توليه منصبه في مايو 2023 لجذب المستثمرين وتعويم العملة وتخفيف الضغوط على الميزانية.
كما ساهم ارتفاع غلة الذرة وإمكانية استيراد المحصول خلال ستة أشهر وإعفاء القمح من الرسوم الجمركية في تخفيف زيادات الأسعار.
تم الانتهاء من جمع البيانات قبل منتصف أغسطس، وبالتالي لم يتم تسجيل تأثير زيادة أسعار البنزين بنسبة 45 في المائة في أوائل سبتمبر، والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف النقل.
ويثير التباطؤ احتمالات توقف صناع السياسات عن دورة تشديد السياسة النقدية التي رفعت أسعار الفائدة القياسية إلى 26.75% من 11.5% في غضون عامين فقط. كما سيمنح ذلك لجنة السياسة النقدية، التي ستعلن قرارها في 24 سبتمبر/أيلول، الوقت لتقييم تأثير التقلبات الأخيرة في أسعار العملة والفيضانات المدمرة في شمال شرق نيجيريا وزيادة أسعار البنزين على التضخم.
تباطأ التضخم في أسعار المواد الغذائية إلى 37.5% في أغسطس/آب من 39.5% في الشهر السابق. وتسارع نمو الأسعار الأساسية، الذي يستبعد المنتجات الزراعية والطاقة، إلى 27.6% من 27.5%.
ورغم أن الانخفاض قد يوفر بعض الراحة، فإن المحللين يحذرون من أن ارتفاع أسعار الغذاء والتضخم الأساسي لا يزالان يشكلان عبئا ثقيلا على مالية الأسر.
ويرى الخبير الاقتصادي إيمانويل أكبان أن هذا التراجع “علامة إيجابية”، ويعزو الاعتدال إلى عوامل مؤقتة، مثل الاستقرار الأخير في أسعار الوقود.
ومع ذلك، أعرب عن قلقه بشأن استدامة هذا الاتجاه، وخاصة مع ارتفاع التضخم الغذائي إلى 37.52 في المائة. وأضاف أكبان: “هذا يؤثر على القدرة الشرائية للمواطن النيجيري العادي”، مؤكداً أنه على الرغم من انخفاض التضخم العام، فإن التوقعات لا تزال قاتمة بالنسبة للعديد من الأسر.
وأشارت المحللة المالية تولا أديمي إلى أن الإيجارات وأجرة الحافلات ورسوم الاستشارة الطبية ارتفعت بشكل كبير، مما دفع التضخم الأساسي إلى الارتفاع. وقالت أديمي: “لا يزال هناك ضغط أساسي على الإيجارات والنقل والخدمات الطبية مما قد يدفع التضخم إلى الارتفاع مرة أخرى”.